Admin Admin
عدد الرسائل : 70 تاريخ التسجيل : 18/04/2008
| موضوع: مجداً من الناس لست أطلب الثلاثاء يونيو 10, 2008 8:36 pm | |
| الفيلسوف اليوناني ديوجينس
قيل أن ديوجينس الفيلسوف اليوناني مثل يوماً أمام الاسكندر، لأن الاسكندر الأكبر طلب منه ان يفحص بين الجماجم كي يعرف رأس والده .. حضر هذا الفيلسوف وأظهر أنه مهتم جد الاهتمام بفحص احدى الجماجم، فسأله الملك قائلاً هل من خبر جيد بعدما فحصت هذه الجماجم بعناية فائقة ، فأجابه الفيلسوف اني افحص عسى أن اجد جمجمة الملك فيلبس ولكن ما قدرت أن اميزها عن باقي الجماجم .
قال الفيلسوق بعدها : ان البشر يتميز احدهم عن الآخر في المولد ولكن بعد الممات يتساوى الجميع وقال أيضاً ان الموت يجعل صولجان الملوك مماثله لمعاول الفلاحين.
هذا الفيلسوف أراد ان يعلم طلابه درساً فقال لهم : "أريد ان اريكم الدنيا" . ففرح الطلاب وظنوا أنهم سوف يقومون برحلة حول العالم ولكن هذا الفيلسوف في اليوم الثاني أخذهم وأنطلق بهم الى مقبرة مليئة بعظام ورؤوس آدميين وخرق قد بليت وتمزقت وتلوثت وأنتنت ! أرتعب الطلاب ، فقال لهم الفيلسوف هذه رؤوس الناس التي تروها الآن هي مثل رؤوسكم كانت في يوم من الأيام مملؤه حرصاً واجتهاداً وذكاءً ويقظةً على جميع أمور الدنيا وكانوا أيضاً يرجون طول الاعمار كما ترجون أنتم أيضاً.......
وكانوا يجدون في جمع المال كما أنتم أيضاً.
وكانوا يهتمون في أمور العالم كما أنتم أيضاً .
أما اليوم فقد تلاشت أجسامهم وتجردت عظامهم أيضاً وهذه الخرق الباليه كانت أثوابهم حين كانوا يتزينون بها ... وهكذا قد القتها الايام في مستودع الأقذار وهذه النجاسات كانت أطعمتهم اللذيذه التي كانوا يحتالون في تحصيلها واليوم لا يقربها أحداً من نتانتها.
فيا طلابي الاحباء هذه احوال العالم كما تشاهدونها فمن اراد أن يبكي على العالم فليبك لأنه فعلاً هو مكان البكاء .
من اجمل ما قال بعده القديس يوحنا فم الذهب أنك يا ايها الانسان اذا كنت تفتخر بما تتزين من حرير وصوف فأعلم أنه كساء الحيونات التي تمرغت فيه قبلك وأنت الآن تلبس فضلاتها.. والكتاب المقدس لم يتركنا بل علمنا وفهمنا كيف نسير في هذا العالم بفرح وسرور وتمتع وان رائحته لا تعلق بنا وان نكون نوراً وأن نكون ملحاً في هذا العالم وان نكون مناره (متى 5 : 13 -16) ، وأن نطلب ملكوت الله وهذه كلها أي ما يلزم لامور الحياة الرب يرتبه لنا لا تقلقوا ولا تهتموا بما تأكلون (متى 5 : 25 – 33).
فيا للأسف على من أحبوا العالم وعشقوا مديح الناس الرب يسوع قال مجداً من الناس لست أطلب (يو 5 : 41) وباطلاً يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس (متى 15 : 9)، ومن أراد ان يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها لأنه ماذا ينتفع الاسنان لو ربح العالم كله وخسر نفسه (متى 16 : 25).
فما أشبه مرور الناس في هذا العالم بمرور السفينة في عرض البحر متى عبرت لا يبقى لها أثراً يدل على مرورها هكذا حياتنا أيضاً ولكن أعلم ان ذكر الصديق للبركة والخير وللأبد وان مات يتكلم بعد (عب 11 : 4).
اعلم عزيزي ان الغنى ليس بدائم ولا التاج الى دور فدور (أم 27 : 24).
وكم من ناس نظيرنا فد عرفناهم واحببناهم وعاشرناهم وسررنا بمحادثتهم وها هم الآن مدفونون تحت أقدامنا فالموت قد ضمهم فهم لا يرجعون الينا بل نحن راحلون اليهم (2 صمو 12 : 23) كل الاشياء سريعه الى البوار فعلينا ان لا نعتد بهذا العالم وينبغي ان نزن الخيرات الزمنيه بالميزان الصحيح وهو كلمة الله ان زاد الغنى لا تضعوا قلوبكم عليه (مز 12 : 10) فلا تنظر عزيزي على ما كان يملك هذا الغني بل أنظر ما اخذه معه والكتاب المقدس يقول : كما خرج من بطن أمه عرياناً يرجع ذاهباً كما جاء ولا يأخذ شيئاً من تعبه فيذهب به في يده (جا 5 : 15) لأننا لم ندخل العالم بشيء وواضح أننا لا نقدر ان نخرج منه بشيء ( 1 تيمو 6 : 7) .
أريدك يا عزيزي ان تخاف ! هل تريدني ان أخاف والكتاب يعلمنا أنه لا خوف ؟
نعم يا عزيزي خاف أشد الخوف عندما العالم يميل اليك ويظهر حبه لك ، نعم خاف لأنه كالرجل الظالم الذي يغري صاحبه ويسوقه الى طريق غير صالح _________________
| |
|